الاهلى الان / مقالات
مقالات
مواهب وأكاديمات الكرة المصرية
مقالات / السبت 20 مايو 2017
أتفق مع الصديق العزيز والزميل خالد بيومى وأختلف معه أيضا.. أتفق معه فى أن مصر لا تزال مسكونة بمواهب كروية مجهولة تنتظر أى فرصة وتحتاج أى ضوء.. وأختلف معه أيضا فى دعوته لتأسيس أكاديميات كروية فى كل أنحاء مصر تكون تابعة لاتحاد كرة القدم.. وأبدأ أولا بما أتفق فيه مع صديق راق ومثقف وصاحب رؤى كروية حقيقية ومختلفة.. ومن المؤكد أن مصر لا تزال فيها مواهب كروية حقيقية وكثيرة لم يتم اكتشافها بعد سواء فى شمال مصر أو جنوبها.. وغالبا لن يتم اكتشاف أى مواهب كروية أخرى وجديدة فى مصر الآن ومستقبلا لأننا لا نريد ذلك بما يلزمه من تعب وجهد وفكر.. ولأننا نصدق ما قاله بعضهم فى الغرب عن نضوب المواهب الكروية فى زماننا الحالى وندرتها.. مع أن الذين قالوا ذلك فى الغرب كان دافعهم ومبررهم وتفسيرهم هو تلك النوافذ المفتوحة دوما أمام أى موهبة لتعلن عن نفسها وتصل إلى ما تحتاجه أو تستحقه من أضواء واهتمام ونجاح.. وهو الأمر الذى يحدث مطلقا فى مصر حيث النوافذ والأبواب كلها مغلقة ولا فرصة لأى موهبة إلا بالمصادفة البحتة.. وحيث لا تزال هناك المناجم الكروية التى لم يدخلها ويكتشفها أحد حتى الآن فى مصر.. فهناك فى العالم كله ألف حكاية كروية وألف دليل على أن الفقر والحرمان والحاجة والألم هم الذين يصنعون معظم نجوم كرة القدم.. من بيليه إلى مارادونا إلى ميسى وكريستيانو رونالدو وعشرات غيرهم.. وتطبيق ذلك على أطفال مصر وشبابها يجعلنا نتخيل حجم أو عدد مواهب كروية تولد عندنا كل يوم وتموت كل يوم أيضا.. أما الذى أختلف فيه مع خالد بيومى فهو دعوته لتأسيس أكاديميات كروية يملكها أو يشرف عليها اتحاد الكرة.. فهذه الأكاديميات قد تتأسس فى البداية بمنتهى النزاهة والجدية وعلى أفضل الأسس العلمية الكروية..

لكنها ستتحول بسرعة لتصبح مثل قطاعات الناشئين فى أنديتنا الكبيرة التى يديرها الروتين والوساطات والعجز عن انتقاء واكتشاف ورعاية المواهب الكروية.. أو مثل المدارس والأكاديميات الكروية التى انتثرت فجأة فى مصر خلال السنوات الأخيرة ومعظمها لا علاقة لها بفنون وعلوم وقواعد كرة القدم إنما هى ساحات لبيع الوهم الكروى للناس واستغلال أحلامهم فى أبنائهم لاستنزاف أموالهم انتظارا لأن يصبح الصبى الصغير هو أبوتريكة الجديد محليا أو محمد صلاح أوروبيا.. أى أننا بتأسيس هذه الأكاديميات قد نزيد ونضاعف دون أن نقصد من مساحات النصب الكروى على الناس سواء الغلابة منهم فى مدارس الكرة فى الأحياء والأقاليم أو الأغنياء أيضا فى الأكاديميات التى تحمل أسماء وشعارات الأندية الأوروبية الكبرى.. كما أن تأسيس هذه الأكاديميات ليس من مهام ووظائف اتحاد كرة القدم.. فاتحاد الكرة مفترض أنه الجهة المحايدة التى تدير شؤون الكرة وتشرف على مسابقاتها ومنتخباتها.. وبالتالى يصعب تصور قيام هذا الاتحاد باكتشاف مواهب جديدة وكيف ستصل هذه المواهب الجديدة للأندية التى لا تثق فى الاتحاد، وأحيانا لا تعترف به أيضا.
تعليقات