الاهلى الان / مقالات
مقالات
أرجوك لا تغضب .. يوم الفتة.. الأسود!
مقالات / الاثنين 19 يونيو 2017
كان يوم أسود.. يوم ما كوبر أكل الفتة.. وزاد في الكمية، فأصيب »بلعبكة»‬ في المعدة، نقل علي أثرها إلي المستشفي. ولكنه سرعان ما خرج، وسافر إلي تونس، ليلقي خسارة أمام نسور قرطاج، أعادت له »‬مغص الفتة»!
هذا.. هو الكلام الفاضي الذي يتردد منذ عاد منتخب مصر من رحلة تونس.. هجوم مستمر علي كوبر.. وحرب شديدة عليه. وانتقادات غير مسبوقة لرجل كان بالأمس القريب محمولا علي الأعناق.
ولأن معايير النقد في المحروسة لاتخضع لمنطق، فاستطيع أن أزعم أن المنتخب لو نجح في التعادل مع تونس، وعاد بنقطة. لكان المشهد مختلفاً تماماً، حيث لاحديث عن الآثار السلبية للفتة، بل الإشادة بها في ترميم عضم كوبر وفي تحسين تفكيره، ولاكلم عن أداء هزيل أو ضعيف وإنما إشارات لعبقرية مدير فني يعرف جيداً كيف يتعامل مع المنافسين، وبخاصة الأقوياء منهم.. ولا سيرة عصام الحضري ومشاكل تردد انه أثارها.. بل اشادة بشريف اكرامي دون أي تلميح إلي انه مع المدافعين تسبب في الهدف..
نحن كما قالها الفنان الراحل عبدالسلام النابلسي في فيلم يوم من عمري »‬نأخذها توتالة».. أي صورة بلا ملامح .. »‬بلموطي».. حيث لاتوجد غير أساليب »‬الفهلوة» عندما تغيب المفومية..
هذا.. هو الوضع الحالي مع منتخب مصر.. »‬أي.. يقول أي حاجة».. ولأن »‬الفتاكة» هي سمة الحالة التي تحيط بكرة القدم بشكل عام، فلن يكون من السهل أبداً الوقوف علي حقيقة المشكلة التي يعاني منها كوبر.. إذا لم يكن هو نفسه المشكلة.. لأن العملية »‬زايطة» علي الآخر..
أري.. أن تتوقف المبالغات في تصوير وضع المنتخب علي انه ذاهب الي الجحيم، وان مصيره هو الفشل، سواء في تصفيات أمم أفريقيا بالجابون، أو في تصفيات كأس العالم بروسيا.
يجب أن يهدأ الجميع، وأن يتربت، وان يصمت من يعتقدون انهم »‬فاهمين»، حتي يتهيأ المناخ مرة أخري امام الجهاز الفني ليراجع حساباته، وليصحح أخطاءه، لأن الإستمرار في هذه الأسلوب »‬الهجمي» لن يؤدي إلا لي هدم المعبد فوق رؤوس الكل.
ماهي المشكلة في أن يخسر المنتخب أمام فريق قوي مثل تونس.. النتيجة ليست مفاجأة، وإنما طبيعية جداً .. وببعض.. الإعداد الجيد يمكن الفوز علي تونس في برج العرب، ومن ثم الإستمرار في المنافسة علي قمة المجموعة، والتأهل لأمم الكاميرون.
المشكلة.. هي أن تزيد نغمة من يرون في أنفسهم انهم نقادا مخلصين، فترتفع وتيرة الضغط علي اتحاد الكرة والجهاز الفني واللاعبين، فيقل تركيز كل هؤلاء وبدلا من أن .. يتحقق الحلم القريب بالتأهل لمونديال موسكو، يتحول هذا الحلم الي كابوس مزعج.
أيها »‬البهوات الأعزاء».. أتركوا كوبر وجهازه الفني يعملون، وليتكم تساندوه وتدعموه.. اقفوا خلفه ولاترهبوه.. لا أطالبكم بأن تحبوه أو تعشقوه .. يكفي ألا تكرهوه.
مايزال المنتخب من حيث النتائج بخير.. فقط مطلوب من السيد كوبر أن يكون من الآن فصاعداً أكثر شجاعة .. يهتم بالدفاع نعم، ولكن أين الهجوم رغم وجود العناصر الفعالة.
تعليقات