الاهلى الان / مقالات
مقالات
شريف إكرامي والسقوط الجميل
مقالات / الاثنين 18 سبتمبر 2017
لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة.. فأنجح الناس من تذوق علقم الفشل وجرب السقوط مرات عديدة وواجه الصعوبات.. هؤلاء أعظم الأشخاص لأنهم وجدوا طريق هدفهم في الوقت الذي لم يكن فيه أي مسلك للنجاة. شريف إكرامي حارس مرمى النادي الأهلي، واحد من هؤلاء العظماء الذي كتب عليه أن يكون الضحية الدائمة والأبدية ولكنه في كل مرة كان يعود من بعيد، فالشامتين والشاتمين والكارهين وأصحاب النظرية الأحادية " أنا أنتقد.. إذا أنا موجود"، لا يتوقفون عن الهدم ولا يعرفوا شخصية وطبيعة تكوين من يهاجمونه. نعم.. أخطأ إكرامي في مباراة الترجي التونسي مساء السبت الماضي، في ذهاب الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال إفريقيا، ولكنه لا يتحمل وحده مسئولية الخسارة، لإنه لم يهدر الفرص أمام مرمى الضيوف، ولم يرتكب خطأ ساذج على حدود منطقة الجزاء. أخطأ إكرامي كما أخطأ من قبل، ولكن التاريخ يؤكد أن الأخطاء لا تنل من وحش إفريقيا، فهو بشر، وكل ابن أدم خطاء، ربما لا ينسى البعض خطأ شريف في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا 2012، وكان في نفس المرمى، وأحرز وليد الهيشري هدف التقدم للترجي قبل أن يتعادل السيد حمدي ليذهب الأهلي إلى رادس محملا بحقائب الإحباط، ولكن هناك ظهر معدن الرجال وشخصية إكرامي الذي قاد الأحمر للفوز وحصد البطولة. أخطأ في مباراة أسيك ببطولة دوري أبطال إفريقيا العام الماضي، وظن البعض أن إكرامي راحل لا محالة عن الأهلي، وربما يعتزل الكرة نهائيا، فأي حارس من قطاع الناشئين سيكون مقبولا عن شريف، الذي ارتكب خطأ لا يغتفر، ولكن كالعادة، خرج النجاح من رحم الفشل، وأغلق على نفسه ليعود حارس مصر الأول وأفضل حارس مرمى في مصر، بل ويحطم أرقاما قياسيا ظن البعض أنها محصنة بلعنة الفراعنة. الأهلي لديه مباراة مصيرية مع الترجي، في رادس، السبت المقبل، ولا خيار سوى الفوز بعد السقوط في فخ التعادل بهدفين في القاهرة، وعلى الجمهور الواعي أن يساند اللاعبين وأولهم إكرامي، فالحساب في نهاية الكتاب وليس من المنتصف، والسقوط ليس النهاية.. فسقوط المطر أجمل بداية.
تعليقات