الاهلى الان / مقالات
مقالات
قبل السفر إلى روسيا
مقالات / الاحد 03 ديسمبر 2017
أرجو ألا نرتكب هذه المرة أيضا نفس الخطأ الكروى الذى يتكرر معنا ومنا طوال الوقت.. وأقصد خطأ الأحكام المسبقة والحسابات غير الواقعية وغير الحقيقية التى تصدمنا فى النهاية.. وحين أجريت قرعة المونديال الروسى المقبل ووقوعنا فى مجموعة واحدة مع روسيا التى تستضيف المونديال، وأوروجواى الفائزة بأول مونديال فى التاريخ، والسعودية كواحدة من أكثر أربع دول عربية تأهلا للمونديال.. بدأ كثيرون جدا منا يمارسون فرحتهم ويؤكدون ارتياحهم لوقوعنا فى هذه المجموعة التى رأوها سهلة.. واستند هؤلاء فى ذلك إلى أننا ابتعدنا عن مواجهات صعبة ومزعجة، سواء مع البرازيل أو ألمانيا أو الأرجنتين أو فرنسا.. بل كان هناك من بدأ ينشغل بمن سنواجهه بعد الصعود للدور التالى.. وهذا هو الخطأ المزدوج الذى بدأنا ممارسته منذ الإعلان عن قرعة المونديال.. الخطأ الأول هو احتمال أن تقودنا هذه الفرحة دون أن ندرى أو نقصد للتراخى والإهمال باعتبار أننا سنسافر إلى روسيا لنلعب فى مجموعة سهلة..

خاصة أننا من الدول المونديالية القليلة التى قررت تأجيل خطط وبرامج استعدادها إلى ما بعد إعلان القرعة وتحديد المجموعات.. كما أن التفاؤل المبكر والزائد عن الحد هو دوما أقرب الطرق للهزيمة والخسارة.. أما الخطأ الثانى فهو قرارنا غير المعلن بعدم التعلم أو الاستفادة من أخطائنا السابقة، ومنها ألا نرى إلا الأقوياء، فلا يهزمنا فى النهاية إلا من كنا نظنهم ضعفاء تسهل علينا هزيمتهم.. ففى بطولة كأس القارات عام 2009 أوقعتنا القرعة مع البرازيل وإيطاليا وأمريكا.. وأصابنا الرعب من البرازيل التى قدمنا أمامها أفضل عروض الكرة المصرية طوال تاريخها.. وفزنا على إيطاليا التى كانت وقتها حاملة لقب المونديال.. وفازت علينا أمريكا فى المباراة الوحيدة التى كنا نتخيلها أسهل مبارياتنا وسافرنا من القاهرة واثقين من الفوز بها.. وقبل هذه البطولة بعشر سنوات.. أوقعتنا قرعة كأس القارات أيضا مع المكسيك التى كانت تستضيف البطولة وبوليفيا والسعودية.. وبنفس حساباتنا المعتادة توقعنا فوزنا الصعب والممكن على بوليفيا وفوزنا السهل والمؤكد على السعودية والخسارة أمام المكسيك صاحبة الأرض والجمهور.. فكانت النتيجة هى تعادلنا مع المكسيك وخسارتنا أمام بوليفيا وخسارة أشد وأقسى أمام السعودية بخمسة أهداف.. وقد عجزنا عن التأهل للمونديال فى مرات كثيرة سابقة نتيجة الخسارة أمام فرق تخيلناها أقل منا وبإمكاننا الفوز السهل عليها.. ولابد أن يدفعنا كل ذلك لإعادة أحكامنا وحساباتنا.. وفى مونديال 1990 أوقعت القرعة إنجلترا فى مجموعة واحدة مع مصر.. ورغم الفوارق الكروية الهائلة كان اهتمام الإنجليز الحقيقى وحرصهم على دراسة المنتخب المصرى واللعب مع منتخبات مماثلة له استعدادا لمواجهته.. وهو ما يعنى ضرورة أن نزيح جانبا هذه الفرحة بقرعة المونديال الروسى وأن نأخذ الأمر بمنتهى الجدية وألا نتوقع سهولة مواجهة أى من المنتخبات الثلاثة معنا فى المجموعة.. فالخوف أكثر ضرورة من الاطمئنان لمن يريد الفرحة والانتصار.. وليست هذه دعوة لليأس أو الإحباط، إنما فقط إصرار على اجتهاد واستعداد حقيقى وضرورى قبل السفر إلى روسيا.
تعليقات