الاهلى الان / مقالات
مقالات
أجمل بداية لسنة جديدة
مقالات / الثلاثاء 02 يناير 2018
رغم كل الألم والحزن على ضحايا جريمة الإرهاب فى حلوان، أمس الأول، وقبلهم كل ضحايا وشهداء جرائم الغدر والإرهاب طيلة السنة فوق أرض مصر.. ورغم احترام كل مشاهد الموت والرحيل والغياب التى ستترك فى القلوب جروحا ستبقى مهما توالت وجرت الأيام.. كان هناك فى تفاصيل جريمة حلوان ما يستحق أن تبدأ به مصر عاما جديدا فى عمرها وعمرنا.. كان هناك من لا يزالون يدافعون عن الأبرياء ويحمون البسطاء ويتمسكون بالحياة رغم كل متاعبهم وحمولهم وهمومهم.. كان هناك من لا يعرفون الانكسار أو الهرب ويواجهون القتلة والمجرمين على أرصفة الإرهاب والدم دون خوف أو يأس.. كان هناك من قرر التأكيد من جديد على أن مصر ستبقى بأهلها ومساجدها وكنائسها أقوى من كل أصحاب الشرور والأذى وكل المجرمين والخائنين الذين يؤذيهم ويغضبهم سلام الناس وأمانهم.. وكان هؤلاء هم أجمل وأهم ما تنتهى به سنة قديمة وتبدأ معهم سنة جديدة.. واستحق هؤلاء أهم وأكبر وأعظم جوائز الرياضة المصرية فى 2017.. ومع كامل احترامى لكل المسابقات والبطولات الرياضية المحلية والعالمية.. فالذى جرى أمس الأول فى حلوان كان المسابقة الأهم والبطولة الأكبر.. ومع احترامى أيضا لكل ما جرى توزيعه طوال السنة من ميداليات وكؤوس وألقاب وما جرى توزيعه فى آخر السنة من شهادات وجوائز الأفضل والأحسن.. سيبقى الانتصار الرياضى الأفضل فى 2017 لهؤلاء فى حلوان الذين مارسوا كل أنواع الرياضة.. الجرى والرماية والوثب الطويل والعالى والمصارعة والجودو والملاكمة.. لم يكونوا يمارسون هذه الألعاب من أجل ميدالية وكأس ولكن للدفاع عن أنفسهم وعن حياتهم وحياة الآخرين.. وكان صاحب لقب الرياضى الأفضل على الإطلاق فى 2017 هو عم صلاح.. البطل الذى تجاوز الخمسين من العمر ورغم ذلك بقى محتفظا بلياقته النفسية والبدنية ليستطيع الفوز بمباراة لا تتكرر كثيرا فى العمر سواء كان عمره هو أو أعمارنا كلنا.. ففى مواجهة الإرهابى المجرم الذى كان يجوب شوارع حلوان بالقرب من كنيسة مار مينا حاملا سلاحه ينثر به الرصاص على الجميع.. وفى لحظة سقوط الإرهابى على الأرض جرى إليه عم صلاح وألقى بنفسه عليه وأبقاه على الأرض وصارعه وتحمل لكماته ليصل إلى السلاح ويأخذه ويلقى بعيدا بخزنة الرصاص حتى يأتى كل الآخرين ويعلنوا انتصار عم صلاح وحلوان ومصر كلها.. وقد كانت هناك حكايات وتفاصيل أخرى تؤكد بوضوح أن مصر لم تعد تخاف إرهابهم ولم يعد أهلها يقبلون أى اعتداء على كنيسة أو مسجد وسيقفون كلهم فى وجه كل من يستبيح الدم المصرى مسلما أو مسيحيا لأن الدم كله حرام ولأنه لا سبب واحد أو دافع ومبرر يمنح أى أحد حق قتل أى أحد آخر.. لكننى توقفت ورأيت ما جرى رياضيا لأننى أحيانا أرى الرياضة فى سلوك الناس وأحترمهم وأصفق لهم.. المرأة البسيطة وحمولها الثقيلة فوق رأسها كأعظم لاعبة رفع أثقال فى الدنيا.. الرجل الذى يجرى أو يقفز عاليا أو يغوص فى المياه العميقة سعيا وراء الرزق ولكى تستمر الحياة.
تعليقات