الاهلى الان / مقالات
مقالات
وسواس العظمة
مقالات / الاثنين 15 يناير 2018
وسواس العظمة هو وصف حالة من وهم الاعتقاد، حيث يبالغ الإنسان فى وصف نفسه بما يخالف الواقع، فيدَّعِى امتلاك قابليات استثنائية أو قدرات جبارة أو أموال طائلة أو علاقات مهمة ليس لها وجود حقيقى.. هذا هو تفسير العلماء لمعنى هذه الكلمة وليس تفسيرى، والحقيقة أنه إذا طبقنا هذا التفسير على الوسط الرياضى فسنجد أنه موجود بين لاعبى كرة القدم، حيث ترى مجموعة من اللاعبين الجيدين والمهمين، وتجد عندهم فرصا تجعلهم الأفضل فى مصر، وتجدهم يلعبون فى أفضل الأندية ويمتلكون المهارات العظيمة، ولكن تفاجأ بتفكير سلبى من هؤلاء اللاعبين يبعدهم عن كل شىء، يبعدهم عن فرص التألق فى أنديتهم وفرص التألق فى منتخب بلدهم. أيضا أعضاء مجالس إدارات بعض الأندية يعتبرون أنفسهم فوق النقد، فلا يجب أن ينتقدهم أحد، وإذا تم انتقادهم فهم دائما على صواب وبقية الآراء هى آراء خاطئة وسلبية، كذلك بعض المعلقين أيضا يعتبرون أنفسهم فوق النقد، والإعلاميون بكل فئاتهم بعضهم به هذا الوسواس، والمدربون والحكام، كل فئات الوسط الرياضى دائما ما تجد بينهم هذا الوسواس.. لا أحد فوق النقد إلا باجتهاده فى عمله أيا كان هذا العمل، والنقد الموضوعى إذا قرأته أو سمعته بشكل صحيح فستجد أنه يعيد صاحب هذا الوسواس إلى الطريق الصحيح مرة أخرى، فصاحب هذا الوسواس هو شخص تألقه موسمى أو وقتى، بمعنى أنه سيتألق لوقت قصير لأنه فى النهاية يعتبر نفسه هو الأفضل وهو الأحسن فى كل شىء، وأنه يتوهم أنه يمتلك قدرات خاصة غير موجودة عند أحد غيره، ولكن إذا وقفنا على أرض الواقع فسنجد أنه يوجد مثله الكثيرون، وقد يكون هناك مَن هو أقل منه مهارة فى العمل، ولكنه مجتهد أكثر وملتزم أكثر، فيكون تألقه مدته طويلة، وتكون سيرته بين الناس جيدة، والكل يعمل على راحته، على الرغم من أن الكل يعلم بتفوق صاحب الوسواس على الآخر مهاريا مثلا. كل ما أريد أن أقوله أنه لا يوجد أحد كامل، الكل به عيوب، ولكن إذا استطعت أن تصلح عيوبك وتتقبل الآراء الأخرى، حتى ولو كان الرأى الآخر انتقادا مباشرا فستنجح وستصل إلى ما تريده. مباراة السوبر المحلى بين الأهلى والمصرى فى الإمارات على استاد هزاع بن زايد نتمناها مباراة جميلة من الناحية الفنية والتنظيمية، وأن تخرج هذه المباراة كاحتفالية كبيرة ومبهجة للمصريين فى بلدهم الثانى الإمارات. من الناحية الفنية هذه المباراة أقرب للأهلى لما يمتلكه من خبرات كبيرة تؤهله للفوز بهذه البطولة، ولكن يظل النادى المصرى منافسا صعبا يمتلك لاعبين جيدين ومديرا فنيا يملك فنيات يمكن بها مضايقة الأهلى فنيا.. عموما، نتمناها مباراة جميلة، وأعتقد أنها بطولة سهلة تضاف إلى دولاب بطولات الفائز فى المباراة.
تعليقات