الاهلى الان / مقالات
مقالات
دور وزارة الشباب والرياضة
مقالات / الاحد 03 نوفمبر 2019
علاقتي الطيبة التي تجمعني به منذ سنوات لا تمنعني من إنتقاد عمله رغم إيماني الشديد بقدراته على تنفيذ المشروعات وتطبيق الإستراتيجيات القصيرة والمتوسطة وطويلة المدي، عرفت الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة منذ سنوات رجلا أكاديميا مرتبا ومنظما وألتقيت بفكره مرات وعرفته شخصية إدارية متميزة لا تعرف الإدارة العشوائية، وإنما كل شئ بحسابات خاصة يسبقها دراسة جدوي وتعيين الأهداف ثم طريقة التنفيذ حتى الوصول إلى الهدف، وعرفته أيضا خبيرا في التسويق الرياضي في وقت كانت فيه كل أمور صناعة الرياضة تجري في مصر بصورة عشوائية. ولن أنسى يوم تم تعيينه رئيسا لهيئة ستاد القاهرة وكنت أتهيأ للتعليق على مباراة بكابينة التعليق بالإستاد قبل ان يغلق أبوايه لسنوات طويلة، ووجدته خلفي يسألني: هل تريد أي مساعدة وهل تجد أي قصور بمكان التعليق تحتاج لتعديله؟ في لحظات وأنا أعد أوراقي للتعليق فندت له الإحتياجات التي قد يحتاجها أي زميل معلق، وبعدها بأيام عندما عدت للإستاد مرة أخرى وجدت كل ملاحظاتي قيد التنفيذ.
نفس الإستراتيجية سار عليها بتوليه الوزارة الأهم في مصر الآن وهي الشباب والرياضة، كل شئ محسوب ومدروس جيدا قبل التنفيذ. أقول ذلك حتى يعلم القارئ مدي حبي وصداقتي بالدكتور أشرف صبحي ولكن في المقابل حقي في إطار الإعلام الهادف الذي أنادي به دائما وهو النقد الهادف البناء لوظيفة الشخص دون المساس به بشكل شخصي أو حياته الخاصة، أن أنتقد عمله بشدة في الفترة الأخيرة بعد أن تحول من برامجه الإدارية والتسويقية إلى دور آخر هو محاولة إرضاء كل الأطراف ولو على حساب اللوائح والقوانين التي تدير الرياضة، ثم دور المصالحة بين الأطراف المتنازعة ولو بحلول وسطى تقودها "قعدات العرب".
فمثلا ليس من أدوار وزير الشباب والرياضة الدخول لحل ازمة تأجيل الدوري لمدة 40 يوما بسبب خلافات حول موعد مباراة القمة، أدت إلى إتخاذ القرار المطاطي في مثل هذه الحالات وهو التأجيل لإرضاء كل الطراف بوساطة من وزير الشباب والرياضة. وأزعم أن هذا ليس دور وزارة الشباب والرياضة على الإطلاق ويخاصة أن الوزير في هذه الحالة مطالب بتطبيق اللوائح وليس إيجاد الحلول الوسطى، وقد كانت أول نصائح الوزير للجنة الخماسية لكرة القدم لدى توليها فرض الإنضباط على الكرة المصرية وبخاصة بطولة الدوري التي عانت الأمرين من التأجيلات والتعديلات في السنوات الأخيرة إرضاء لكل الأطراف.
الدور الآخر الذي يقوم به وزير الشباب والرياضة هو القبام بدور الوسيط للصلح بين الأطراف المتنازعة وبخاصة بين رئيسي قطبي الكرة المصرية، وهو دور الحلول الوسطى التي لا تقدم ولا تؤخر وإنما تزيد الأمر إحتقانا في كل مرة تحتدم فيها هذه الخلافات طالما لم يتم تطبيق اللوائح على المخطئ، وأظن الصديق العزيز أشرف صبحي لم يقم بتطبيق اللوائح وإنما حاول فقط الصلح بين الأطراف عن طريق قعدات العرب.
صديقي العزيز د أشرف، لو طبقت ما في رأسك من مشروعات للتسويق الرياضي والنهوض بالمنشآت وخلافه ستحدث طفرة هائلة للرياضة المصرية في السنوات القادمة، وأظن أن الموسم الرياضي الحالي السابق للدورة الأولمبية التي تعتبر محط أنظار كل القوى الرياضية في العالم، أولى بالإهتمامات حتى نظهر بالشكل المشرف في المقياس الحقيقي لمستوى الرياضة في دول العالم وهو الدورة الأوليمبية في طوكيو بدلا من قعدات العرب، التي لن تقدم أو تؤخر.
تعليقات