الاهلى الان / مقالات
مقالات
حلم طوكيو بين قهر الإغراءات والاحتفاظ بالطموحات
مقالات / الخميس 21 نوفمبر 2019

"والله وعملوها الرجالة ورفعوا راس مصر بلدنا".. أغنية وطنية مبهجة للمطرب المصري حمادة هلال، ارتبطت في أذهاننا بالانتصارات المدوية التي حققها منتخب الساجدين مع حسن شحاتة أعوام  ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و٢٠١٠، وهي تواريخ محفورة في عقل وقلب كل مصري يعشق كرة القدم، خاصة أن الجيل الذهبي لمنتخبنا الوطني آنذاك، الذي كان يتمتع بالروح والحماس لم ينته بعد، وامتداده الطيب وجدناه مؤخرًا في نجوم منتخب مصر الأولمبي الحاليين، الذين حققوا حلم التأهل إلى طوكيو ٢٠٢٠ تحت القيادة الفنية الوطنية للكابتن شوقي غريب.

نفس الروح والحماس والإحساس بالمسؤولية نلمسها جميعا في هذه الكتيبة من المقاتلين صغار السن كبار المقام والذين أبهروا إفريقيا بأكملها بتقديم عروض متميزة أمام أكبر منتخبات القارة بكل رجولة وعزيمة وإصرار.

بالتأكيد هذا النجاح المبهر لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج خطة موضوعة بإحكام من قبل الدولة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي صاحب القرار الذي أعتبره تاريخيًا، بضرورة الاعتماد على المدرب الوطني في المنتخبات المصرية، خاصة أن المدرب الوطني أكثر إلمامًا بظروف وبيئة اللاعب المصري وقادر على انتقاء أفضل العناصر.

وفى ظل العمل الدؤوب للوزير الرياضي النشيط الدكتور أشرف صبحى وتناغمه مع اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة مهندس الرياضة المصرية هشام حطب، كان لابد وأن يولد من رحم هذه المنظومة الوطنية القوية، هذا الجيل الذهبي القادر على المنافسة على لقب أولمبياد طوكيو في كوكب اليابان ٢٠٢٠ لأن التأهل فقط هو بداية الحلم، أما تحقيق الحلم الحقيقي هو الفوز بلقب طوكيو ٢٠ ٢٠ وإبهار العالم.

استمرار هذا الجيل على هذا النهج وتلك الروح مسؤولية المجتمع كله، في مقدمتهم الأسرة التي تقع على عاتقها حماية أبنائها من الاغراءات، المتوقع أن يتعرضوا لها بعد أن أصبحوا صيدًا ثمينًا لكل نفس مريضة تكره الخير لمصر ولأبنائها المتميزين، ثم يأتي دور الأندية الذي لا يقل أهمية عن الأسرة، خاصة أن عروض الاحتراف ستنهال على نجومنا ويجب فتح الباب لهم، وعدم التعنت شرط أن تكون العروض مناسبة مما يعود بالنفع على اللاعب الذي سيمثل منتخب مصر في كافة المحافل.

فنحن نبحث عن أكثر من محمد صلاح الفرعون المصري، الذي أصبح أيقونة للنجاح ليس في مصر فقط بل في العالم أجمع، وهذا الجيل لن يتطور إلا بخطة شاملة طموحة بالتنسيق بين وزارة الشباب واللجنة الأولمبية واتحاد الكرة والأندية لاستثمار النجاح الذي وصلنا اليه وصناعة أبطال أولمبيين وعالميين.

وقبل خوض نهائي إفريقيا تحت ٢٣ سنة يوم الجمعة المقبلة على ستاد القاهرة أمام أفيال كوت ديفوار، يجب أن نحبس الانفاس قليلا وألا نبالغ في الاحتفالات باللاعبين والصعود إلى طوكيو ٢٠٢٠ إلى ما بعد الفوز باللقب الإفريقي، وتعويض إخفاق الكبار في أمم ٢٠١٩ التي احتضنتها مصرنا الغالية تحت قيادة المكسيكي أجيري حتى لا يتسلل إلى لاعبينا وجهازهم الفني الثقة بالنفس بشكل زائد على الحد ما يؤثر على حماسهم في لقاء الحسم، وعلى أثر ذكر منتخبنا الوطني الأول فأنا شخصيا أرفض الهجوم العنيف على حسام البدرى المدير الفني أو على نجومنا الكبار بعد التعادل مع كينيا وجزر القمر في التصفيات المؤهلة لكان ٢٠١٩ بالكاميرون في انتظار تقييم التجربة في نهايتها وعدم الاستعجال في توجيه سهام النقد القاتل، خاصة أنه لا أحد يرغب في تقديم عروض سيئة في مقدمتنا الجهاز الفني واللاعبين الذين أثق في قدرتهم على تخطى الكبوة سريعًا وبلوغ النهائيات والعودة للانتصارات المدوية.



تعليقات