الاهلى الان / مقالات
مقالات
صالح جمعة موهبة أتلفها الهوى
مقالات / الثلاثاء 17 مارس 2020

في قوانين الحياة الموهبة هي من تنتصر في النهاية  حتى لو لم تظهر وصاحبها على قيد الحياة تأتيف    الساعة ويعترف الناس أن من بينهم عبقري عاش وأمتع الجميع بإبداعاته حدث ذلك في الأدب والرسم والسينما لكن لأنها كرة القدم التي لا تعترف سوى بالمواهب القادرة على الظهور منذ أول لحظة ولأنها من تمنحك شهرة ونفوذ بمجرد ركلة كرة واحد هي أيضًا استثناء فالوقت الذي تمنحه للمواهب قليل وعلى الجميع أن يبرز ذاته أو يطوى في طي النسيان.

وصالح جمعة يمتلك موهبة سعيدة الحظ، لم يحتاج إلى الكثير من الوقت لإبرازها  تم الاعتراف به من أول لحظة واعتبره الكثيرون خليفة “أبو تريكة”، يلعب في أعرق الأندية الإفريقية ويمنحه المدربون فرصة تلو أخرى، كل شيء جاهز للانطلاق، لكنه لم ينطلق!

لماذا لم ينطلق “جمعة” بعد رهان الكثيرون عليه يبقى هو السؤال، وتبقى إدارة الموهبة جزءًا لا يتجزأ من النجاح، وحين سألوا اللاعب الأسطوري “ريڤالدو” عن سر خلوده في عالم الساحرة المستديرة وعن زملاء لم يحصلوا نفس مقداره رغم موهبتهم ضاربين المثل بالبرازيلي الشهير “دينلسون” قال “دينلسون أراد أن يصبح مليونيرا لكني أردت أن أكون لاعب كرة قدم”.

ربما هذا ما حدث مع صالح جمعة الذي استطاع بجدارة إهدار كافة الفرص الممنوحة له من كل مدربين النادي الأهلى الذي كان دائما على رأس ترشيحاتهم للتألق لكنه أخفق بسبب عدم الالتزام وافتعال المشكلات.

ولأنه لا يوجد نادي سيقدم لك شيكا على بياض كان السويسري رينيه فايلر المدير الفني للنادي الأهلي هو من وضع كلمة النهاية في مسيرة لاعب موهوب وأعلنها صريحة  لا أريده في فريقي ولكن ما فعله جمعة  لم يتعلق بنادي فقط فخيار الاستغناء عنه لم يكن سهل  فالأهلى فشل في تسويقه خلال فترة القيد الشتوية حتى أن تسريبات انتقاله للزمالك لم تكتمل.

كما قلنا أن عمر لاعب كرة القدم مهما طال فهو قصير  فبعض اللاعيبة  تأكل النجيلة  خلال فترة لعبها، ولكن بعد الاعتزال يختار أسلوب الحياة المناسب له، فهو أدى المطلوب منه وانتهى الأمر وغير مطالب بأكثر من ذلك، حتى في أوروبا اللاعبين يسهروا ويحتسوا الخمور في عطلاتهم لكن كل شيء في وقته، فلن ترى أي لاعب يسهر وهو عنده تمرين في الصباح الباكر لليوم التالي!

صالح جمعة سيظل موهبة كبيرة ولكن أتلفها الهوى بالمصطلح المتعارف عليه في المقولة الخالدة، والهوى هو هوى  صالح جمعة الذي اتبع هواه، ومن أضل ممن اتبع هواه

يقينا لا يتمنى محب للكرة، فضلاً عن محب للأهلي أن تنتهى تلك الموهبة قبل أن تبدأ وتذهب في طي النسيان، حتى لو انتهت تجربته مع النادي الأهلي ولكنه حتما سيحصل على فرص أخرى وقتها نتمنى أن يستغلها صالح وألا تضيع هذه المرة كسابقتها.

تعليقات