الاهلى الان / مقالات
مقالات
مارسون وكولومبانى وعلم مصر
مقالات / الجمعة 27 مارس 2020
مثلما يقوم الإعلام الرياضى الأوروبى والأمريكى حاليا باستغلال توقف النشاط الرياضى في العالم للبحث عن حكايات وحقائق رياضية غير معروفة.. أقوم بذلك مع التاريخ الرياضى المصرى، وبدأت أمس بحكاية المصرى ديونيسيوس كاسداجليس لاعب التنس الذي شارك في أول دورة أوليمبية 1896 وفاز بميداليتين فضيتين لكن تم احتسابهما لليونان، رغم أن ديونيسيوس مولود في الإسكندرية وعاش فيها عمره ولعب لأنديتها وكان دائم التأكيد على مصريته.. واليوم أتحدث عن بطلين آخرين هما أرثر مارسون ويوجينيو كولومبانى.. وكان مارسون لاعب ألعاب قويا في نادى إيفيتوس كايرو بالقاهرة، بينما كان كولومبانى لاعب دراجات في نادى بالايسترا بوكولينى بالقاهرة أيضا وكان مصارعا أيضا.. وسار الاثنان يحملان علم مصر في دورة ألعاب دولية استثنائية أقيمت لمرة واحدة فقط عام 1906 في أثينا.. فبعد نجاح أثينا في استضافة أول دورة أوليمبية عام 1896.. طلب اليونانيون موافقة اللجنة الأوليمبية الدولية على تنظيم دورة ألعاب دولية في أثينا بعد عامين عقب كل دورة أوليمبية تكريما لتاريخ ودور اليونان الأوليمبى.. ولم يتحمس البارون دى كوبرتان ولم يرفض أيضا وأقيمت الألعاب الأولى عام 1906 عقب دورة سانت لويس الأوليمبية 1904.. وشاركت مصر بهذين البطلين.. أرثر مارسون الذي ولد في لندن عام 1979 وأنهى دراسته الجامعية في فرنسا قبل الرحيل إلى مصر التي أقام فيها وكان يعمل في مجال الصحة العامة قبل التحاقه بوزارة المعارف لتدريس الإنجليزية والفرنسية والعربية أيضا.. وكان يمارس عدو المسافات الطويلة في القاهرة وحاز عدة بطولات محلية قبل اختياره لتمثيل مصر في دورة 1906 لكنه لم يفز بأى ميدالية سواء في الماراثون أو سباق الخمسة أميال.. وبقى في مصر طويلا قبل الهجرة إلى جنوب إفريقيا حيث مات هناك عام 1956.. ومعه كان كولومبانى.. الإيطالى الأصل الذي استوطن مصر وكان أحد أبطالها في الدراجات وفى المصارعة أيضا.. ولم ينجح كولومبانى في تحقيق أي انتصار في دورة ألعاب 1906.. سواء في سباق الدراجات مسافة 20 كيلومترا أو المصارعة الرومانية.. ولا تتوافر معلومات كافية عن حياته الشخصية لكنه كان مصريا وفقا للأوراق الرسمية، وسار في طابور افتتاح دورة الألعاب الدولية حاملا علم مصر مع زميله أرثر مارسون.. ولم تتكرر هذه الدورة بعدما رفضتها اللجنة الأوليمبية الدولية وتم شطب سجلاتها من الأرشيف الرسمى الأوليمبى.
تعليقات