الاهلى الان / مقالات
مقالات
صاروخية محمد مجدي.. قافش القلوب الحمراء
مقالات / السبت 28 نوفمبر 2020

موسمَا عاديًا، لا توجد أي أثارة أو تشويق، الأهلى يحسم اللقب كما حسمه في العامين السابقيين ويترك باقي الفرق ترتب نفسها من تحتل المركز الثاني أو الثالث، المهم أن "الأحمر" في القمة، وجماهيره في كل مكان سعيدة بدرع جديد يضاف لدولاب البطولات، هكذا يمكن وصف عام 1996، وهكذا يمكن الزعم بأن عائلة اللاعب محمد مجدي قفشة انقسمت لنصفين، نصف للمباراة ونصف لمتابعة والدته وهي تضعه في نفس العام.

 

حين تنشأ في عائلة جميعهم يرفعون لواء "الأهلي أولاً"، يحبون الكرة ويلعبونها وبعضهم كانت له محاولات لن تكون أمامك خيارات كثيرة للانحياز، الطفل محمد مجدي وقتها لم يعرف في قريته الصغيرة "كومبرة"  سوى ثلاثة أشياء، الفقر وحب الأهلي والعمل على إراحة والدته التي كانت تعمل من أجلهم.

 

وسط تلك الظروف كبر الولد، يلعب في مراكز الشباب القريبة، يشارك في الدورات الرمضانية بقريته، ويساعد والدته التي كانت تبيع الفراخ فيعمل "شيال خضار وفاكهة" في محاولة لكسب المال، ولأن لكل شخص نصيب من اسمه ولقبه فإن سرعة إمساك "محمد" بالفراخ ودبحها دفع الأهالي لتلقيبه بـ"قفشة"، ويضيف هو سبب آخر بأنه طوال الوقت كان "قافش الكرة".

 

محاولات صغيرة لكنها مجدية، تعلم أساسيات الكرة وثقل الموهبة هو ما دفع بمحمد مجدي للظهور أول مرة في موسم 2014 وهو لم يبلغ العشرون بعد مع نادي الرجاء أحد فرق مدينة مطروح ليبدأ مسيرته الرسمية بعد أن شارك في 18 مباراة مع فريق الرجاء منها 17 في مسابقة الدوري ومباراة في بطولة الكأس

لم يكن الشاب الصاعد وقتها يحتاج أكثر من تلك الأرقام لكي تنهال عليه العروض التي اختار منها في النهاية النادي البترولي "إنبي" ليبدأ مشواره في القلعة البترولية وشارك في 69 مباراة بشكل أساسي ليتمكن من حجز مكانه في التشكيل الأساسي، وبعد ثلاثة أعوام فقط أي في 2018 أنتقل محمد مجدي قفشة إلى نادي بيراميدز في خطوة جديدة تؤكد مسيرته الناجحة.


 


ورغم مميزات "قفشة" التي لم يسبقه إليها سوى "عبد الله السعيد" في الجيل الحالي، لكنه وهو ابن الأسرة البسيطة يُدرك جيدًا أن طريقه للنجاح "قدمه" و"التزامه"، فليس هناك سبب آخر يمكن الاعتماد عليه وليس لديه من "العلاقات" ما تجعل إدارة أي نادي تتغاضى عن بعض تجاوزاته.


 


"قفشة" يُدرك ذلك جيدًا، الإلتزام هو الأساس والتمسك بالفرصة أمر لا مفر منه، يتذكر جيدًا وقت تعرض أخيه لحرق في كتفه ولم يكن لديه من المال ما يكفي لمساعدته، يتذكر أيضًا شقى والديه، لذلك فقد نجح في كل مكان وضع فيه بسبب عدم إثارته للمشكلات.


 


31 يوليو 2019 لم يكن يومًا عاديًا بالنسبة لـ"قفشة"، فالولد الذي يعشق أمه ويحب تناول الملوخية والكبدة من يدها بات على أبواب اختبار صعب، هل ينتقل للأهلي أم للزمالك لم يكن سؤالًا مطروحا، لكنه تعرض لضغوط كما كشف هو، إذ أراد ديسابر، المدير الفني لبيراميدز وقتها، انتقال "قفشة" للزمالك لاستقدام ابراهيم حسن وهو ما رفضه "محمد" في أول مرة يقول فيها لا.

هذا الموقف الشجاع والذي قد يضطر لاعبون كثيرون للتراجع عنه لم يكن سوى تعبير عن عشق القلعة الحمراء الذي تغلغل فيه، يكفي أن يقول "عملت كل حاجة علشان انتقل للأهلي"، لم تكن خطواته السابقة سوى للوصول لهدفه ولم تكن محاولاته عبثًا، فقبل انتقاله لم تقف المحاولات التي وصل عددها إلى 4 مرات يخبره سيد عبد الحفيظ صراحة "عايزينك في الأهلي"، لذلك رفض حتى أي نصيحة للانتقال للزمالك.

 

حين وقف "قفشة" لأول مرة في "التتش" شعر بالعظمة، هذا لا شك فيه، تذكر الجيل الذهبي "أبو تريكة وبركات ووائل جمعة"، ربما تحسر لأنه لم يلحق بهم لكنه قال لنفسه لو تواجدت معهم ربما لن أظهر، الآن فرصة كي أكتب تاريخ التحق بهم، والأهم يحقق رغبة والديه وهو يعرف أن ناديه عالمي كأندية ريال مدريد وبرشلونة وأنه من الآن وصاعدًا يسطر حياة جديدة وهو ما دفعه للقول صراحة "لا أفكر الخروج من الأهلي أنا جاي أحقق بطولات".

 

ما قاله "قفشة" تحقق بشكل أو بآخر فوصل مع الأهلي إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا المنتظر استكماله، بجانب حصوله على الدوري، ومع المنتخب شارك في ظل قيادة حسام البدري ولعب مباراتي كينيا وجزر القمر في تصفيات أمم أفريقيا 2021.

 

خارج المستطيل الأخضر يظل "قفشة" متعلق بالكرة، فعلاقته بجميع اللاعبين جيدة خاصة عبد الله السعيد الذي استطاع "قفشة" منافسته بعد أن ظل لوقت طويل يحتكر وسط الملعب، ولديه صداقات مع أحمد فتحي وصلاح محسن، ومع عائلته لازال على علاقة جيدة مع الجميع ولازال لا يستطيع أن يمسك دموعه أمام والدته.

 

أما جمهور الأهلي فيعتبرهم "قفشة" هم الأساس  ويتمنى اسعادهم، وبالنسبة له هدف "أبو تريكة" في شباك الصفاقسي التونسي هو الأغلى كما يعشق كريستيانوا رونالدو وهازارد.

 

بعد تلك المسيرة لم يكن من الغريب أن يوثق "أفشة" مسيرته الكروية على جدران منزله بقريته التي نشأ فيها كما أكد إنه حريص على وضع رسوم جرافيتي على حائط منزله من الداخل وخاصة في مرحلة الأهلى

 

تعليقات